جنوب إفريقيا.. احتجاجات واسعة ضد تبول طالب «أبيض» على كتب زميله «الأسود»
جنوب إفريقيا.. احتجاجات واسعة ضد تبول طالب «أبيض» على كتب زميله «الأسود»
أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في جنوب إفريقيا، يظهر طالبا أبيض وهو يتبول على الحاسوب والكتب الخاصة بأحد زملائه السود، استنكارا كبيرا في البلد الذي يواجه فضائح عنصرية متكررة بعد 30 عاما من انتهاء نظام الفصل العنصري.
وردا على الحادث، أعلنت جامعة ستيلينبوش العريقة في كيب تاون، أنها علقت فوراً عضوية الطالب في السنة الجامعية الأولى والذي ظهر متحدثا بالإنجليزية مع لكنة إفريقية ظاهرة في هذا المقطع القصير الذي صُوّر صباح الأحد الماضي، بواسطة هاتف محمول وفق فرانس برس.
ويظهر المقطع الشاب الأبيض من الخلف، فيما يُسمع صوت طالب آخر يسأله ”لماذا تتبول في غرفتي؟“، ليرد الأول ”أنتظر شخصا“، مستكملا ما بدأه.
وقالت الجامعة في بيان الاثنين، إنها ”تدين بشدة هذا الحادث المدمر والجارح والعنصري“.
وعلق نائب رئيس الجامعة فيم دي فيلييه ”نبدي اشمئزازنا إزاء هذا النوع من السلوكيات“، مضيفا ”لا يحق لأي طالب انتهاك كرامة أو حقوق طالب آخر بهذه الطريقة“.
وأشارت نقابة طلابية إلى أن الضحية كان نائما ”عندما سمع ضجيجا في غرفته“.
وأوضحت هذه النقابة التي تحمل اسم ”لجنة الطلاب الجنوب إفريقيين“، في بيان ”عند استيقاظه، رأى الفتى الأبيض يتبول على مكتبه وكتبه وحاسوبه المحمول“، وعندما سأله عن سبب فعلته، ”أتى الرد العنصري بأن هذا ما يجب فعله مع الفتيان السود“.
وأوضح ممثلو الطلاب في الجامعة التي تضم غالبية من البيض في بلد يمثل السود أكثرية سكانه، أن الحادثة تعكس الإساءات التي يتعرض لها الأقليات، أي الطلاب السود في هذه الحالة.
وشهد حرم الجامعة تظاهرات الاثنين بمشاركة طلبة من أعراق مختلفة تنديدا بالحادث.
على الرغم من أن العديد من البلدان حول العالم قد أقرت قوانين تتعلق بالعرق والتمييز، إلا أن أول قانون دولي مهم لحقوق الإنسان طورته الأمم المتحدة كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (UDHR) الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948م.
يقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنه لكي يعامل الناس بكرامة، فإنهم يحتاجون إلى حقوق اقتصادية وحقوق اجتماعية والتي من ضمنها التعليم والحق في المشاركة الثقافية والسياسية والحرية المدنية.
وينص كذلك على أن لكل فرد الحق في هذه الحقوق ”دون تمييز من أي نوع كالعرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الملكية أو المولد أو أي وضع آخر“.
اعتبرت الأمم المتحدة أن العنصرية تستمر في تسميم المؤسسات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية في المجتمعات كافة، واصفة العنصرية بأنها تأتي كعامل مساعد “يطبع الكراهية وينكر الكرامة ويحفز العنف”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة، الجمعة، خلال فعالية لإحياء اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، والذي يوافق 21 مارس من كل عام، إن "العنصرية لا تزال تمثل سبباً لاستمرار عدم المساواة وحرمان الناس من حقوقهم الإنسانية الأساسية".
وأشار غوتيريش إلى أن العنصرية تزعزع استقرار المجتمعات في كل أنحاء العالم، و"تقوض الديمقراطيات، وتقوض شرعية الحكومات، وتعيق التعافي الشامل والمستدام من جائحة كورونا"، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.
وتحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، سنوياً، في 21 مارس، باعتباره يوما للاعتراف بهذه الآفة ومناسبة لتوجيه دعوة ملحّة للعمل.
ويحتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري سنويًا في اليوم الذي أطلقت فيه الشرطة في شاربفيل بجنوب إفريقيا النار وقتلت 69 شخصًا كانوا مشاركين في مظاهرة سلمية ضد "قوانين المرور" المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري في عام 1960.
وفي عام 1979، اعتمدت الجمعية العامة برنامج الأنشطة التي يتعين الاضطلاع بها خلال النصف الثاني من عقد العمل لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري، وفي تلك المناسبة، قررت الجمعية العامة أن أسبوع التضامن مع الشعوب التي تكافح ضد العنصرية والتمييز العنصري، يبدأ في 21 مارس، ويحتفل به سنوياً في جميع الدول.
ومنذ ذلك الوقت، تم تفكيك نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا٫ وإلغاء القوانين والممارسات العنصرية في العديد من البلدان، وتم بناء إطار دولي لمكافحة العنصرية.
وتؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة دوما أن جميع البشر يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولديهم القدرة على المساهمة البناءة في تنمية مجتمعاتهم.